بآسم الرب يسوع المسيح
الحياة الأبدية

قال الرب يسوع المسيح في إحدى المرات لليهود:
(فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي) يوحنا 5: 39

قرأت مرة قصة من قصص الحضارة البابلية القديمة, والقصة تخبر عن أحد الأبطال الأقوياء من جبابرة الحرب, أراد هذا البطل الحصول على الخلود والحياة الأبدية, فسأل الكهنة عما يجب أن يفعله ليصل الى مبتغاه, فأجابه الكهنة بأن هناك نبتة في مكان بعيد جداً وصعب الوصول إليه بسبب الأخطار والعقبات التي توجد فيه, ولكن إن وصل هناك وأخذ النبتة وأكلها فسيحصل على الخلود والحياة الأبدية, فأبدى البطل رغبته في الذهاب والحصول على النبتة مهما كلف الأمر , فبدأ رحلته الطويلة والخطرة فعبر البحار وأجتاز الجبال وحارب الوحوش وفي أخر المطاف وصل الى هدفه ونال مبتغاه نبتة الحياة الأبدية والخلود, فأخذ النبتة في يده وبدأ رحلة الرجوع وهو فَرحْ بحصوله عليها, وفي طريق الرجوع رأى جدول ماء جارٍ فمشى في ذلك الجدول ليبرد قدميه وفيما هو يمشي جاءت أفعى ولدغت قدمه من الخلف فسقط ذلك البطل ميتاً وسقطت نبتة الحياة الأبدية من يده.

إن كلّ مَنْ يسمع عن الحياة الأبدية يرغب بالحصول عليها, والكثير من العلماء والباحثين يدرسون ويعملون البحوث لكي يوجِدوا عقاراً يطيل الحياة, يبحثون عن أكسير الحياة, يبحثون عنه ولا يعرفون انه قريب منهم, يبحثون عنه وهو في كتاب الحياة الأبدية في الأخبار السارة في الإنجيل, لو أنهم فقط ينظروا الى ذلك الكتاب المغطى بالغبار والمركون في أحد الرفوف البعيدة عن متناول اليد.

في هذه الأيام نرى بعض الناس يسألون رجل الله هل توجد حياة أبدية؟ وكيف نحصل عليها؟ فيجيبهم بأن طريق الحياة الأبدية يبدأ بطريق التوبة ماراً بالمعمودية وقبول الروح القدس من خلال التكلم بالألسنة ومغطّياً طريقك كلّه بالقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب. فيخرج هؤلاء الناس فرحين وفي أيديهم كتاب الحياة الأبدية, ولكن بدلاً من أن يعملوا بما قاله رجل الله نراهم يبدأون رحلتهم الخاصة في هذه الحياة مارّين ببحار من المشاكل وجبال من التجارب ولكن الحيّة القديمة إبليس متربص بهم ليقتنصهم لأرادته, فيسقط هؤلاء الناس ويسقط الكتاب المقدس من يدهم .
إن إبليس كما يقول عنه الكتاب في يوحنا 8: 44 انه كان قتالاً للناس من البدء, فهو أغوى حواء لتأكل من ثمر شجرة معرفة الخير والشر التي في وسط الجنة التي منعهم الله من أكلِ ثمرها ولم يغوها لتأكل من ثمر شجرة الحياة فلو أكلوا منها لأصبحوا خالدين وأحياء للأبد وهذا ما لا يريده إبليس. يقول الكتاب في 1بطرس 5: 8 ( اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ). ولكن شكراً للرب يسوع مخلّصنا وواحب الحياة الأبدية فقد دفع الفدية وكسر شوكة الموت بقيامته, أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية ....مجداً للرب.
لقد كرز بولس وبرنابا الأمم ويقول الكتاب في أعمال 13: 48 (فَلَمَّا سَمِعَ الأُمَمُ ذَلِكَ كَانُوا يَفْرَحُونَ وَيُمَجِّدُونَ كَلِمَةَ الرَّبِّ وَآمَنَ جَمِيعُ الَّذِينَ كَانُوا مُعَيَّنِينَ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ), بإيماننا وتمسكنا وعملنا بوصايا وتعاليم الرب فقد عُيّنا للحياة الأبدية فما أحلى الأخبار السارة . لقد قال الرسول يهوذا في رسالته في العدد 21 (وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّة) .
وليحفظكم الرب
بقلم الأخ إميل صائغ

http://www.sayadi-al-nas.ae
http://www.sayadi-al-nas.com

صيادي الناس