لماذا نُعَمِّد بإسم يسوع ؟

الجزء الثالث: صيغة المعمودية
القسم الأول

أوصى يسوع تلاميذه أن يكرزوا لجميع الأمم ويعمّدوهم بأسم الآب والأبن والروح القدس كما ورد في متى 19:28 إنَّ يسوع لم يوصي التلاميذ أن يستخدموا هذه الكلمات كصيغة, ولكنه أوصاهم أن يعمّدوا (( بأسم )), كلمة اسم استُخدِمَت كمفرد وليس جمع وهي نقطة مركزية أو محورية للمعمودية , إن كلمات الآب والأبن والروح القدس تصف علاقة الله مع البشر , الأسم الذي يعطي الخلاص الموصوف هنا هو يسوع , حيث يقول الكتاب في أعمال 12:4 {وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَِنْ لَيْسَ آسْمٌ آخَرُ تَحْتَ الْسَّمَاءِ قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ الْنَّاسِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ }.

أسم يسوع هو الأسم الذي يُظهر دور الآب والأبن والروح القدس ..ملاك الرب أعلم يوسف أن مريم ستلد ابناً وتدعوا اسمه يسوع لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم ( متى 21:1 ) .
أيضاً قال يسوع في يوحنا 43:5 {أَنا قَدْ أَتَيْتُ بِأسْمِ أَبِي...}.وأيضاً يوحنا 26:14 {المعزي الروح القدس الذي
سيرسله الاب باسمي}. لذا فإن التعمّد بأسم يسوع يجعلنا نتفوّق على كل سلطان حيث يقول الوحي في كولوسي 9:2 { فَإِنَّهُ فِيهِ يَحُلُّ كُلُّ مِلءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيَّاً }.

في لوقا 45:24-47 يذكر أن يسوع قبل صعوده فتح أذهان التلاميذ {حِينَئذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ ليَفْهَمُوا الكُتُبَ} كثيرين هذه الأيام بحاجة الى أن تُفتح أذهانهم ليفهموا الكتاب المقدس, وفي العدد 46 {وقَالَ لَهُمْ هَكذا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغي أَنَّ الْمَسيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقومُ مِنَ الأَموَاتِ فِي الْيَومِ الثَّالثِ} وفُتِحت أذهان التلاميذ حتى يتمكّنوا أن يفهموا الأهمية العظمى من موت ودفن وقيامة المسيح, وفي العدد 47 من هذا الأصحاح يصف التفويض الذي أعطاه يسوع للتلاميذ{وَأَنْ يُكْرَزَ بِآسِمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الخَطَايَا لِجَميعِ الأُمَمِ مَبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ}. بطرس كان واحداً من الذين تكلّم معهم يسوع والذي فتح أيضاً ذهنه, وبعد أن سمع هذه الوصايا وبعد ذلك بعدّة أيام أُوحيَ له من الروح القدس أن يكرز في يوم الخمسين, بدأت ضمائر السامعين تأنّبهم وشعروا بالذَنْبْ وصرخوا قائلين ماذا نصنع أيها الرجال الأخوة ( أعمال 37:2 ) {فقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كلّ واحد منكم على آسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس}( أعمال 38:2 ) , فقبلوا الكلمة بفرح واعتمدوا بآسم الرب يسوع وانظمّ إليهم في ذلك اليوم نحو ثلاثة ألاف نفس (أعمال 41:2) . البعض يقول أن بطرس أخبرهم أن يعتمدوا بآسم يسوع لأنهم كانوا يهوداً وهذه المعمودية هي لكي يعرفوا المسيح , ولكن إذا ذهبنا مع بطرس الى بيت كورنيليوس بعد عدة سنوات نرى أن كورنيليوس وأهل بيته كانوا من الأمم, ومرة أخرى أوصاهم بطرس أن يعتمدوا بآسم الربّ أعمال 48:10(وأمر أن يعتمدوا بآسم الربّ. حينئذٍ سألوه أن يمكث أياماً). إذا كان بطرس مخطئاً في يوم الخمسين فهو بالتأكيد كان عنده الوقت الكثير لأن يصحح خطأهُ قبل أن يذهب الى بيت كورنيليوس, لقد كان متى الذي كتب إنجيله بوحي من الروح القدس والذي كتب العدد 19 من الأصحاح 28 واقفاً مع بطرس في يوم الخمسين عندما وعظ بطرس عن خطة الخلاص المذكورة في أعمال 38:2 ونجده لم يعترض لم يبدي أي كلام تصحيح, وبالتأكيد كان متى سيتكلّم إذا كان بطرس غير مطيع لكلام الرب , ولكن الرسل فهموا وأخذوا وصية الرب ونفذوها , كما قال يسوع في صلاته في يوحنا 6:17 {أَنا أَظْهَرْتُ آسْمَكَ للِنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ.كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي وَقَدْ حَفِظُوا كَلاَمَكَ}.

والرب يبارككم .

http://www.sayadi-al-nas.com
صيادي الناس